اهلي الاحباء
لقد وهب الله ترشيش موقعاً متميزاً، فهي نقطة الوصل بين محافظتي جبل لبنان والبقاع وبين قضاءي بعبدا والمتن الشمالي، إضافة الى طبيعتها الرائعة بوديانها وتلالها وينابيعها، واشجارها المعمرة وصخورها التي تشكل في بعض الاحيان قلاعاً طبيعية مدهشة.
وإذا كانت ترشيش من بين البلدات التي ظلمتها الحرب فإن ابناءها اسرعوا في بناء الثقة بينهم ولم يتأخروا في بناء ما هدمته الحرب فعادت ترشيش الى سابق جمالها وزهو ايامها.
ومن هنا وجدت بلدية ترشيش نفسها أمام مهمات صعبة، لإنجاز العودة والبناء، ولذلك وضعت امام ناظرها مجموعة امور تعتبر من المسلمات أهمها:
١-لعل الهاجس الاساسي الذي يجب أن يشغلنا هو بناء المواطن، إذ لا بد من إعطاء الأولوية للإنسان بأعتباره قيمة عليا، خاصة بعد سنوات التهجير التي حجبت من ذاكرة الجيل الناشىء ما كان بين أهالي ترشيش من مودة وتعاون في الأفراح والأحزان; والأعمال وتشابه في الأفكار والعادات والقيم.
لذلك لا بد من أحياء حالة إنسانية شاملة تتمثل بإستعادة التواصل في شتى المجالات لا سيما المجال الإجتماعي، خاصة أن العصر الحديث بما حمله من توسع في الإهتمامات وسرعة في الحياة اليومية أنست الكثير من الناس واجباتهم حتى للأقربين منهم. ولذلك انطلقنا من موقف مبدئي وهو أن أبناء ترشيش أيا يكن انتماؤهم السياسي أو معتقدهم الديني أو مستواهم الإجتماعي والثقافي والإقتصادي هم متساوون وشركاء في بناء الإنسان بدون انتقائية وعليهم جميعاً أن يلعبوا دوراً في تكوين حالة إنسانية شاملة تعمم على الحياة اليومية للترشيشيين.
إنطلاقاً من قاعدة أخلاقية واعية تعترف بأنها مهما تباعدت أفكارنا وانتماءاتنا يجب ان لا تفسد للود قضية في مواجهة زمن صار فيه أصغر خلاف يفسد أوثق العلاقات وأحياناً يحيلها الى عداوات مستحكمة. وهذا ما يدفعنا الى مطالبة أهل الشأن من لجان دينية وجمعيات وأحزاب وأندية وروابط أن ينتبهوا لقيمة الأنسان في مجتمعنا وأن يقوموا بمبادرات لإحياء التواصل والمشاركة في مختلف المجالات بحيث يصبح هذا الأمر بمثابة واجب لا يمكن تجاهله.
٢- الحفاظ على بيئتها حيث لا تزال احراج ترشيش تحفل بالاشجار المتنوعة في عمرها والمختلفة بأصنافها والكثيرة في تنوعها النباتي والإيكولوجي، ومن هنا عمدت البلدية الى فتح وتوسيع الممرات داخلها وأوقفت رمي النفايات العشوائي وطمرها أو حرقها، وعمدت الى طريقة تلزيم نقلها الى خارج نطاقها البلدي.
٣-الإهتمام بالجانب الجمالي والحفاظ على الطبيعة القروية لترشيش، وذلك عن طريق بناء الجدران وحيطان الدعم لطرقاتها بواسطة الحجر الطبيعي الترشيشي المتميز بجماله وصلابته.
٤- الاهتمام بالنشاطات الإجتماعية والثقافية عن طريق تشجيعها ورعايتها والمشاركة فيها.
٥-الإهتمام بالمشاريع الأنمائية لا سيما إنشاء البحيرات في الاراضي المشاعية لتأمين المياه الى المنازل والمزروعات وهي انجزت حتى اليوم بحيرتين هامتين لإنماء ترشيش، خاصة بعد أن زادت ابنيتها وشققها السكنية وتوسعت فيها الأراضي الزراعية.
٦-الاهتمام بالعقارات المشاعية، والبلدية بصدد وضع خطط لإصلاح المشوه منها ثم تشجير العقارات الجرداء وهي قد قامت بتشجير منطقة واسعة بأشجار الصنوبر والأرز واهتمت بالعناية به بشكل دائم وحولتها الى محمية حرجية طبيعية;رائعة، وهي بصدد التوسع في هذا الامر لتشجير ما تبقى من هذه العقارات.
هذه بعض الاهتمامات القليلة من الكثير المنتظر فترشيش بحاجة مستمرة الى المزيد والعمل المستمر لإنمائها وتطويرها.
رئيس بلدية ترشيش
عبدو جرجس شيبان