أصل الاسم
تتعدد آراء المؤرخين وعلماء اللغة في تحديد معنى كلمة ترشيش واصلها. فأنيس فريحة يعتبر اصلها إمّا ساميا فيكون معناها "جبل الرخام" وإمّا فارسيا فيكون معناها "الحجر الكريم". اما أولبرايت, المستشرق الاميريكي الشهير, فيعتبر ان كلمة ترشيش تحمل معنى التعدين او صهر المعادن. اما دائرة المعارف الكتابية فترد اصل الكلمة الى الفينيقية ومعناها "معمل للتكرير". فيما اعيد مصادر اخرى اصل الاسم الى اللغة السريانية ومعناه "الجبل الحصين".
في التوراة
تتكرر كلمة ترشيش مرات عدة في كتاب التوراة المقدس وتكون عادة مرتبطة بالسفن الفينيقية التي اتصفت بسفن ترشيش بسبب طولها وقدرتها العالية في الإبحار وجودة الاخشاب المصنوعة منها.
الآثار
ترشيش هي بلدة ضاربة في القدم تشهد على ذلك الآثارالمتعددة التي لا تزال موجودة فيها. فمن العهد الفينيقي نجد عدد من النوواويس والاجران والكهوف.
في العهد الروماني شكلت ترشيش مركز حراسة للطريق التي تربط شاطىء البحر المتوسط بسهل البقاع ولا تزال معالم هذه الطريق المعبدة موجودة في محلة "شير الحمام" و "وادي الفقمة". وقد تم اكتشاف كتابات رومانيّة عديدة على بعض الصخور في أماكن عديدة من خراج البلدة، خاصّة في محلّتي" دارة الغيضة" و"القشا"، يعود تاريخها إلى عهد الأمبراطور أدريانوس قيصر (أوّل القرن الثاني للميلاد)، تحذّر من قطع الأشجار يوم كانت الغابات مقسّمة إلى أملاك خاصّة وأملاك أميريّة. ويؤكّد باحثون على أنّ جبل ترشيش كان غنيّا بشجر الأرز الذي كان يقطع ويسحب في مجرى نهر الجعماني إلى بيروت حيث كانت تقوم معامل بناء السفن الفينيقيّة. وفي بعض مناطق ترشيش نواويس حجريّة كبيرة تعود إلى العهد الرومانيّ، وقد وجد بعض علماء الآثار بين الصخور والمغاور آلات الحجر المصقول على مختلف أنواعها من العصر الحجري. كما وجد بين الأطلال مجموعة من النقود المعدنيّة العائدة إلى العهود الفينيقيّة و الرومانيّة و البيزنطيّة و العربيّة. ويبدو من بقايا بعض الحجارة القديمة في ترشيش أنّه كان فيها حصن للمردة ذكره إبن القلاعي في زجليّاته، أقيم لصدّ الغزوات من جهة البقاع.
تتميّز ترشيش ايضا بوجود هوّة شهيرة فيها عميقة الغور، تعرف باسم هوّة فوّار الدارة وهي تعتبر من اكثر المغاور عمقاّ في لبنان اذ يصل عمقها الى 622 م وفي ترشيش ايضا عدد من الآثار الطبيعية كالينابيع الاثرية والتشكيلات الصخرية.
الحروب
شهدت ترشيش على مر تاريخها حروب عدة وقد دمرت البلدة مرتين كان اولها في العهد العباسي في القرن الثامن ميلادي حين تم القضاء على سكان البلدة وجيء اليها بحامية من التركمان والشركس. اما الدمار الثاني فكان في الحرب اللبنانية الاخيرة ففي سنة 1976 هوجمت البدة من قبل الغرباء وجرى تدميرها بالكامل. وقد استشهد في الحرب اللبنانية عدد كبير من ابناء ترشيش وتهجر عدد آخر الى مختلف المناطق اللبنانية. مع انتهاء الحرب اعيد اعمار البلدة باعتماد طرق حديثة ونموذجية لتصبح على ما هي عليه حاليا.
السكان
يصل تعداد اهالي ترشيش الى حوالي 4000 نسمة منهم حوالي 1700 ناخب مسجل وهي تضم من الطائفتين المسيحية والمسلمة.
العائلات المسيحية مؤلفة من عائلات: جبريل واجباتها: بو سمرة، وهبي، إبراهيم، اسعد،. - صدقة واجبابها: غطاس، ناصيف، حبيب. - شيبان واجبابها: سمعان، يوسف. - بو طانيوس، الحايك، حنا، شعيا أما العائلات المسلمة هي: السيد أحمد، علي، حمزة، طقطق، سعيفان، جبر، الحشيمي، إبراهيم، حمود.