ترشيش بلدة رابضة على الجبال, فهي الممر والملتقى والقمّة. في أعالي المتن تنتصب راسخة في الجغرافيا, عريقة في التاريخ, يتنازع مقلتيها جبل صنين وجبل الكنيسة, فهي تتوسط شاهقين متدللة في الروعة والجمال اما عظمة الخالق.
صمدت ترشيش امام تحديّات التاريخ الصعبة فزرع اهلها الارض الوفيّة رافعين العزّ في ضربة معول, وكان الايمان حافزهم وسلاحهم. نالت حرب لبنان من بنيان القرية فاصبحت دماراً وقدّم اهاليها قافلة من الشهداء على مذبح الوطن ليسطّروا للبنان مجد البقاء.
عاد الازدهار في البناء والعمران الى ترشيش بعد طيّ صفحة الحرب وهي بموقعها المتميز بين ثلاثة أقضية, المتن وبعبدا في جبل لبنان وزحلة في البقاع, أعطت أبناءها قدرة الانفتاح والتواصل على امتداد مساحة الوطن.
تفتح ترشيش ذراعيها للوافدين بكرم الضيافة وحسن الإستقبال, فادخلوا يا ابناء الوطن بلدتكم ترشيش آمنين, وتمتعوا بارض تعبق بالجمال والتاريخ حيث تروي آثارها وصخورها قصة مجد وعنفوان.